دمعة امي الحبيبة

كان عمري لا يتعدي بضع سنوات وانا اضع راسي علي ركبة امي الحبيبة.
كانت امي تدغدغ باناملها شعيرات راسي الصغيرة.
كانت امي تدندن لي اغنية حزينة.
كنت لا افهم ما تقول امي .
كانت امي الحبيبة اطال الله عمرها...تدندن حتي اخلد الي النوم.
فجاة رفعت راسي في براءة الطفل.
تاملت وجه امي...كانت حزينة...الدموع في مقلتيها...يا الله ...ما اصعب ان يري الطفل دموع والدته.
احسست بالضيق في صدري وكان قلبي بلغ حنجرتي...
في براءة الطفل سالت امي...مابك يا اماه...
تاوهت امي وقالت يا حبيبي...اليوم...28ماي...انه اليوم الذي قتل فيه جدك...سي محمد.
انه اليوم الذي ذبح فيه ...مع رجال الدوار...لم اكن حينها افهم ما تقول امي سوي كلمة جدي ومات ...وذبح...
كانت كلمات زرعت في قلبي وعقلي...وها انا بعد اربعين سنة...ادرك مرارة الموت ...واعرف حق المعرف ما يعنيه فقدان الاب والحبيب...
فقط ما لم استطع ان ادركه حتي يوم الناس هذا ...هو كيف استطاع هؤلاء القتلة ومهما كان جنسهم او دينهم او عرقهم...كيف استطاعوا ان يفعلوا ما فعلوا...وكيف استطاعوا ان يتحملو كتمان الحقيقة الي اليوم 15ماي 2013... هل هم مسلمون...هل هم جزائريون...هل هم بشر...لست ادري.
فقط ما ادريه وما تعلمته في المدرسة الجزائرية ان قتل النفس بغير حق حرام.